تزامناً مع مباهج نوفمبر المجيد الذي ستحتفل فيه السلطنة هذا العام بالعيد الوطني الخمسين من عمر النهضة المتجددة، احتفت وزارة الصحة اليوم الثلاثاء بتدشين كتاب "القيادة وصناعة القرارات" برعاية معالي السيد حمود بن فيصل البوسعيدي، وزير الداخلية، رئيس اللجنة العليا المكلفة بالتعامل مع الأثار الناتجة عن فيروس كورونا(كوفيد-19) وذلك بحضور عدد من أصحاب المعالي والمكرمين أعضاء مجلس الدولة والمسؤولين. يترجم هذا الكتاب سلسلة إنجازات علمية وتطبيقية متتابعة قامت بها وزارة الصحة كان محور التركيز فيها العنصر البشري الذي ساهم ويساهم للارتقاء بالخدمات الصحية في وقت تواجه فيه الأنظمة الصحية حول العالم تحديات غير مألوفة وظروفٍ لم تمر على تاريخ البشرية. يأتي هذا الاستثمار المختزل في صيغة "كتاب" يعكس تجربة عملية بدأت قبل ثمان سنوات وخطط لها لأن تدوم طويلاً لتصنع فارقاً في أعمال الوزارة وتوجهاتها الادارية.

تؤمن وزارة الصحة ان الوصول إلى المستويات المتقدمة في المجال الصحي لا يتم إلا باتباع وسائل البحث العلمي التطبيقي المنسجم مع واقع وبيئة العمل، لذا قامت الوزارة بإجراء دراسة بحثية ميدانية نتج عنها تحديد ست وثلاثين كفاية تصنع نوعية القيادة المطلوبة والمثالية، وقد أخذت العينات البحثية من ميدان الواقع وقامت على تحديد الفرص والتحديات ثم البحث عن الحلول لسد الثغرات الموجودة فيها. وتعتبر الدراسة التي تم تنفيذها عن كفايات القيادة بوزارة الصحة أساسية حيث تتطرق وتسهم بشكل علمي ومنهجي مبرهن في طريقة اختيار القيادات الصحية المستقبلية وتطويرها وتقييمها ونتج عن ذلك خطة للتعاقب الإداري تصنع الصفوف التالية وتعمل على تطويرها في مختلف التقسيمات الإدارية ضمن أطر واستراتيجيات تتوافق مع رؤية عمان ٢٠٤٠ .

ويأتي كتاب "القيادة وصناعة القرارات" ب 18 فصلا موزعة على خمسة مجالات رئيسية أسندتها الدراسة البحثية، تم إعداده بهدف تمكين وتطوير القيادات في جميع أقسام الرعاية الصحية، ويشمل هذا الكتاب جميع الكفايات التي تحتاجها القيادات والمشرفين مع وضع الأهداف نصب أعينهم للوصول إلى المستوى المطلوب والمؤهل وإيجاد كوادر قيادية متسلحة بالعلم وبالمعرفة والابتكار.

كما يأتي هذا الكتاب أيضا كملخص بحثي دراسي ضمن أنشطة مشروع "نتاج" وهي هوية لملتقى القيادة وصناعه القرارات الذي تبنته وزارة الصحة تحت إشراف المكرم الدكتور / درويش المحاربي-عضو مجلس الدولة (وكيل وزارة الصحة للشؤون الإدارية والمالية سابقا) وفي عضويته أكثر من ٢٠٠٠ موظف من وزارة الصحة من مختلف التخصصات الطبية والتمريضية والطبية المساعدة والإدارية والمالية.

تجدر الإشارة إلى ان ملتقى القيادة وصناعة القرارات يوفر فرصة لتبادل الخبرات والتجارب وأفضل الممارسات القيادية، كما يوفر البيئة الخصبة لإجراء بحوث ودراسات علمية تعالج القضايا الادارية وتسعى للنهوض بها، الأمر الذي سيضع وزارة الصحة في مقدمة المؤسسات الداعمة لتطوير القيادات بما يخدم الأهداف النبيلة في تقديم خدمات صحية راقية ذات جودة بما يعود بالنفع على الموظفين في تأدية أدوارهم وواجباتهم.

تعطي وزارة الصحة من خلال هذا المشروع نموذجا جيدا يساهم في تشكيل القيادات المتخصصة والمدربة التي تساهم في تطوير الأداء والعطاء وعلى كافة المستويات مما يؤدي إلى الدفع بأفضل الكوادر لتولي دفة القيادة والبروز في المواقع المتقدمة وجعل التدريب ركيزة أساسية مما يتيح للقطاعات الأخرى أن تسير على ذات النهج للنهوض بالقيادات والاستفادة من الموارد البشرية المتاحة.

 ‏الجدير بالذكر أن ‏المتغيرات الكثيرة التي تحدث في الأنظمة بمختلف تخصصاتها وفروعها تحتم وتستدعي وضع العشوائية جانباً والبدء من البحث العلمي لصنع نماذج إدارية جديدة تستطيع أن تلبي ‏احتياجات المؤسسات وتحدياتها وبما يضمن ديمومة وجودة الخدمات التي تقدمها.