الاسيت ببليشر
المـديرية العامة لتقنية المعـلومات

الحمدلله الذي خلق الكون وأسسه على نظام واحد وأرشدنا إلى أن التخطيط السليم والأهداف الواضحة المبنية على رؤية مستقبلية وفق أمكانيات متاحة تصل بنا إلى تحقيق أفضل النتائج وتسهل من أستمرارية التطوير الهادف إلى تحقيق الغايات المنشودةوصولا إلى عناية راقية وصحة مستدامة. شهدت تقنية المعلومات والإتصالات في السنوات الأخيرة تطورات متسارعة، وتأثيرات مباشرة للثورة الرقمية على نمط الحياة بشتى مجالاتها ومنها أنماط الحياة الصحية، ولا شك ان قطاع تقنية المعلومات الصحية على عتبة نمو كبيرة يحثها زيادة الطلب على التقنيات الحديثة لا سيما وتقنيات الثورة الصناعية الرابعة والنمو المضطرد في البنى التحتية للتكنولوجيا. ومن هذا المنطلق كان لزاما على المديرية العامة لتقنية المعلومات أن تواكب هذه الطفرة الرقمية وتسعى للوصول إلى التكاملية بما يحقق سلامة المرضى وتحسين جودة الخدمات المقدمة للمجتمع وصولا إلى تكوين منظومة رقمية وطنية تخدم القطاع الصحي بالسلطنة. وقد شهدت الأعوام الماضية وهذا العام تفعيل وتنفيذ عديد الأنظمة الوطنية التي تخدم هذه المنظومة الرقمية كون التطويروالابتكار التقني في الرعاية الصحية بسلطنة عمان من ضمن مرتكزات وأولويات وزارة الصحة من خلال تقديم خدمات معلوماتية صحية تكاملية وفق المعايير الدولية. أخذت المديرية العامة لتقنية المعلومات بوزارة الصحة على عاتقها مسئولية دعم القطاع الصحي بالسلطنة تقنيا من خلال خلق منظومة صحية ألكترونية متكاملة على المستوى الوطني بحيث تواكب متطلبات الحياة العصرية من حيث رقمنة وأتمتة الأنظمة الصحية المختلفة وتوفير البنى الأساسية اللازمة ، فما نراه اليوم بأم أعيننا من انجازات وابتكارات وتطور مستمر ماهو إلا نتاج عمل دؤوب وتخطيط سليم من لدن القائمين على هذه المنظومة. وخلال السنوات الماضية وحتى يومنا هذا شهدت تقنية المعلومات بوزارة الصحة انشاء العديد من البرامج والانظمة الوطنية والتي تم بنائها وتصميمها وتطويرها بواسطة موظفي تقنية المعلومات بوزارة الصحة وفق المعايير والرموز الدولية واصبحت علامة فارقة بالسلطنة من حيث كمية التحولات الرقمية بما يتواكب ومتطلبات العصر التقني واستراتيجية الحكومة الالكترونية. ولعل العلامة البارزة في المنظومة الرقمية بالسلطنة هو نظام الشفاء والذي يعني بإدارة السجلات الطبية بالمؤسسات الصحية ، كما تمكنت الوزارة من انشاء نظاما وطنيا للملف الصحي الالكتروني أطلق عليه نظام نهر الشفاء والذي يعنى بربط كافة المؤسسات الصحية العامة والخاصة بملف صحي الكتروني واحد ركيزته المعرّفية هو الرقم المدني وينبثق منه الملف الشخص للمريض (PHR)، كما تمكنت وزارة الصحة من صناعة منظومة متميزة بها عديد الأنظمة ونظام نبض الشفاء الذي يعتبر بمثابة مستودع مركزي وطني للمعلومات الصحية من خلال انشاء شاشات تفاعلية (Dashboards) واستصدار التقارير الوطنية والأحصائيات المختلفة باستخدام برامج ذكاء الأعمال والتحويل الألكتروني وذلك لتحويل المرضى من مؤسسة إلى أخرى ألكترونيا والتبليغ الألكتروني والذي بدوره يقوم بالإبلاغ عن الحالات الطبية المختلفة ونظام بنك الدم والمختبر المركزي ونظام أجيال الذي يعنى بتسجيل المواليد والوقيات وربطه مع الأحوال المدنية وبرنامج فحوصات الحجاج والذي تم ربطه مع وزارة الأوقاف والشئون الدينية وغيرها من الأنظمة والبرامج. هذه الكمية من الأنظمة والبرامج والمنجزات والانجازات تجعلنا دائما أمام تحدي للحفاظ على هذه المنظومة وتطويرها وتكاملها وبدورنا وفريق العمل سنحاول جاهدين الحفاظ على اللبنات الأساسية لهذه المنظومة ونواصل بها البناء معا ، فدور كافة العاملين بوزارة الصحة مهم جدا في تطوير هذه المنظومة فريادتكم لهذا الأمر شاهد للعيان ونناشدكم بالأستمرار من أجل أن نصل معا لما نصبوا إليه من تطور وأزدهار. وفي إطار أستراتيجية السلطنة نحو التحول الرقمي للحكومة الألكترونية سعت وزارة الصحة لتقليل الفجوة الرقمية والتحول الرقمي لعديد الخدمات بما يضمن التكامل مع مختلف المؤسسات الحكومية والخاصة للوصول إلى بيئات رقمية خالية من الورقيات ، فإنشاء هذه البوابة الصحية الألكترونية والتي تتميز بخدمات ألكترونية عبر الشبكة العنكبوتية والشبكة الداخلية لمختلف شرائح المجتمع وباستخدام مختلف التقنيات مثل التخزين السحابي والتصديق الألكتروني (PKI) والأمن الألكتروني والدفع الألكتروني للتسهيل على المواطنين والمقيمين والتقليل من الزيارات للمؤسسات ضمانا لتقليل الوقت وسرعة الأنجاز. كما تتميز البوابة بعدة مزايا تقنية وذلك للتمكين في التكامل مع أي منظومة داخلية أو خارجية ، كما يمكن للمتصفح الولوج للبوابة عبر أي جهاز رقمي سواء كان جهاز حاسب آلي أو لوحي أو هواتف ذكية وغيرها ، كما أن وجود تطبيق هاتف ذكي لمختلف الهواتف الذكية هو ضمن هذه البوابة الصحية الألكترونية. وفي إطار الابتكار والتطوير قامت الوزارة باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي لتشخيص حالات الاصابة بسرطان الثدي وقد كانت تجربة ناجحة وسيتم تطبيقها خلال عام 2019م بعدد 5 مستشفيات بالسلطنة على أمل تعميمها في بقية المستشفيات عقب نجاح التجربة الفعلية في تلك المؤسسات الصحية. ونسعى كذلك في استخدام الاشعة الرقمية المركزية (VNA) وذلك من خلال ربط المؤسسات الصحية للأشعة بقاعدة بيانات مركزية تفاعلية ختاما .. نظل نؤكد دائما على ضرورة مواصة اللقاءات والتواصل المستمر بيننا لما فيه خدمة عماننا الحبيبة والحفاظ على عظيم الأنجاز وروعته تحت مظلة الذي روض ساعة الزمن مولانا صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم لنعاهده جميعا بأن تراب عمان هو عزنا وعرضنا وشرفنا ولنؤكد له بأن أبناء وبنات عمان سيحفظون عظمة إنجازاتكم وروعتها لأجل أمنا الحبيبة عمان.